للحظة، تحول كل شيء إلى الظلام.

فجأة اختفت أشعة الضوء التي تساعد الإنسان على الرؤية وكأن ظاهرة سماوية تحدث.

في ذلك المكان المظلم الذي عم الذعر والفوضى داخل قلوب الجميع، تجسدت عينان حمراوتان فوق الأفق تلفت انتباه الجميع.

وانعدمت كل الأصوات إلا صوت التنفس ونبض القلب.

با دوم!

با دوم!

با دوم!

تردد صوت القلوب النابضة من الجميع مثل طبول الحرب للترحيب بشخص يشارك في هذه اللحظة المجيدة من الجلالة.

عندها انفتحت عيناه وتفجرت رؤية الجميع باللون القرمزي.

ظهرت عينان ضخمتان بلون الدم الأحمر في الفضاء مما أجبر الجميع على التحديق فيهما. العيون الحاقدة الثاقبة الخارجة من الظلام والتي بدت وكأنها تتدفق بكثافة من عالم آخر، تشع بضوء قرمزي مقلق.

"كيكيكيككيككيككيككيك!"

بدأ العالم يتشوه، مصحوبًا بضحكة دموية مخيفة.

نزل الظلام القرمزي عبر المكان ليظهر مشهد ساحة المعركة.

وترددت أصداء صرخات وزئير الألم من الجثث الملقاة بالأسفل.

مثل انفجار السد، تحطم طوفان من الدم في كل مكان.

وسط الصمت المخيف لساحة معركة مقفرة، كان هناك رجل، بهاله مشؤومة، غير متأثر ببحر الأجساد الهامدة التي تحيط به. كان وجوده يقشعر له الأبدان، وأرسلت نظراته الرعشات أسفل العمود الفقري لأي شخص يجرؤ على النظر إليه.

يبدو أن عيون الرجل المظلمة الثاقبة تحمل ثقل أحزان العالم. لقد كانت نوافذ لروح ملوثة بأهوال الحرب. وكان وجهه، المحفور بالندوب والتعب، يحمل علامات معارك لا حصر لها. كان سلوكه رواقيًا، ووضعيته ثابتة، كما لو كان قد انضم إلى المذبحة التي امتدت أمامه.

كان يرتدي عباءة ممزقة تصاعدت في الرياح الباردة التي لا ترحم، مما أضاف هالة من الحقد إلى مظهره المهدد بالفعل. كانت بقع الدم تزين درعه، وهي دليل على العنف الذي جلبه إلى هذا المكان المظلم.

وبينما كان يتفقد بحر الجثث، انحنت شفتاه إلى ابتسامة باردة خالية من المشاعر. كانت ابتسامة أدخلت قشعريرة في قلوب من شاهدها، إذ كانت تشير إلى قسوة الظلام في قلبه الذي كان أعمق من الأرض المخضبة بالدماء تحت قدميه.

بدا أن حضور الرجل ذاته يجذب انتباه كل من بقي، ويجمدهم في مساراتهم. في نظرته الباردة والمهددة، كان يمتلك القدرة على جعل حتى أشجع النفوس ترتعش، وهو تذكير بأنه وسط فوضى الحرب المتعطشة للدماء وموت الملايين، أصبح شيئًا أكثر شرًا، شخصًا تجاوز من متناول البشرية.

"آهههههههه!"

"أرغ!"

التوى كالفين وأرجل رجاله.

ترددت سيمفونية من الجلطات في تتابع سريع.

صرخ الرجال ذوو الملابس السوداء بسبب الألم المؤلم من أعينهم التي كانت تسيل دموع الدم.

حتى حدقة أباتشارو اتسعت إلى النقطة حيث شعر هو والجميع بقوة غير مرئية تضيق حول حناجرهم مما يجعل التنفس صعبًا.

موت!

كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنهم التفكير فيه الآن حيث أصبحت العيون المروعة هي النقطة المحورية لكوابيسهم، حيث تحفر عميقًا في أرواحهم وتملأهم بالخوف البدائي الذي يهدد باستهلاكهم بالكامل.

غمرت صور لا حصر لها من الإصدارات المستقبلية له ذاكرة أباتشارو.

"لا، هذا غير ممكن. كيف هو هنا؟"

"هل تتذكرني الآن؟"

وانعكست ابتسامة حضن الدم التي تقشعر لها الأبدان على عينه.

أباتشارو، الذي تجمد جسده بالكامل مثل التمثال، أدار جسده الوحشي نحو الفتاة الجالسة على العرش.

ولأول مرة بعد نزوله، فكر بعناية ولاحظ الفتاة.

ثم شعر بشيء مألوف.

عندما هبطت نظرته على الفتاة ذات الشعر الأبيض، تداخلت في رؤيته صورة فتاة ذات وجه ندبي وجسم ضخم.

في هذه اللحظة السريعة، ظهر هاجس سيء في قلبه. أدار نظرته نحو كالفين المستلقي على الأرض.

"يا!"

استيقظ كالفن بسبب الصوت العالي الذي تردد في أذنيه وأحنى رأسه على الفور.

"نعم سيدي."

"هل هي أميرة؟"

"أوه!"

"نعم ."

حدق كالفن بنظرة مرتبكة وهو يتساءل عما يعنيه أباتشارو.

"هل اسمها...."

غير قادر على تذكر ذلك بشكل صحيح، استغرق لحظة.

"هل هو جوليان؟"

وقف كالفن متفاجئًا، وأحنى رأسه وأومأ برأسه.

"نعم هو كذلك، ولكن لماذا؟"

رن هذا الصوت الصغير والمسموع مثل الرعد.

اتسعت حدقة أباتشارو كما لو كانت على وشك الانفجار عندما أصابه إدراك مفاجئ مما جعله يصرخ غير مصدق.

"اللعنةةةةةةة!"

ذكرى، ذكرى معينة كانت مدفونة في أعماق قلبه وعادت جميع المخلوقات السماوية إلى الظهور مرة أخرى.

لم تكن شخصية ال*ه أو كائنًا خالدًا من العصور البدائية، بل كانت شخصية المستقبل البعيد.

لقد كانت شخصية رجل يقف وراء ال*ه.

إنه قاهر العوالم الثلاثة.

قاتل الآ*هة.

نذير الفوضى والدمار.

رمز الخوف على إل*ه الموت نفسه الذي يحصد أرواح حتى الآ*هة.

لقد بدا وكأنه رجل ضعيف عادي قد ينفجر بمجرد أنفاسه.

لكن...

تلك العيون...

تلك العيون الحمراء اللعينة...

في اللحظة التي تظهر فيها تلك العيون، حتى العالم لا يستطيع التوقف عن الارتعاش.

مثل هذا الكائن الشائن الذي ولد يحمل ثقل الفوضى التي لا تعد ولا تحصى.

استثناء من بين ملايين الجداول الزمنية كان يفوق توقعات العالم.

شعر بأزمة وجوده التي تم القضاء عليها، صرخ محاولًا تهدئة غضب الشخص أولاً.

"يا سيدي ..... أنا بريء ... أنا ..."

بووووووم!

انفجرت موجة من الهواء في الهواء.

مثل موجة المد والجزر، تحطمت موجات الهواء في كل مكان.

ترددت سيمفونية من طقطقة النظارات الواحدة تلو الأخرى بسبب الانفجار الصوتي.

تم تفجير جسد أباتشارو السحيق الذي تمكن من الوقوف من خلال انفجار تجاوز حتى دوي الرعد.

ظهرت حفرة ضخمة من العدم مكونة سحابة ضخمة على شكل فطر مرئية لأعين الجميع، وبدا جسد أباتشارو ملقاة على الأرض.

تمزقت حدقة العين الضخمة وخرج منها سائل لزج كثيف ولكنه شفى ببطء.

استخدم أباتشارو مخالبه كنقطة تثبيت للوقوف، ولكن بينما كان على وشك رفع جسده الضخم، انعكس في عينيه مشهد رجل يجلس القرفصاء أمامه.

"آآآآآآه!"

كان جسده يتلوى وينبض ويرتجف بمشاعر غير معروفة يبدو أنه لم يشعر بها منذ ولادته.

لقد كانت مشاعر الخوف البدائية هي التي خيمت على عقله.

حاول أن يستجمع قواه للهجوم المضاد لكنه في ذلك الوقت لاحظ شيئًا غريبًا.

-قوتي….-

تجمد جسد أباتشارو بالكامل لأنه لم يكن قادرًا على استخلاص قوته الغامضة.

"هل استمتعت بالتنمر على فتاة ضعيفة؟"

"صدقني. لم أقصد ذلك. لقد كان مجرد سوء فهم. "تحدث أباتشارو على عجل.

"أي رد؟ أن تضرب شخصا ثم تقول في المحكمة أنك لم تقصد ذلك؟"

"كيكي!"

وانفجر في الضحك الهستيري.

"يا له من سبب وجيه. أنا أحب كلماتك لذا صدقني عندما أقول هذا."

بدأت مانا في الارتفاع وصبغت نية القتل الشديدة العالم باللون الأحمر وهو واقف.

رفع الصبي قدمه بينما كان يقوم بتكثيف المانا تحتها ليشكل دائرة حمراء.

"صدقني. لم أقصد أيًا من هذا. كل هذا سوء فهم".

"انتظر!"

فقاعة!

حدثت عدة انفجارات صوتية واحدة تلو الأخرى مثل الرعد الهائج حيث تم إطلاق النار على شخصية أباتشارو السحيقة في السماء تاركة قطرات من الدموع بينما كانت تصرخ في ذهنه.

-----

رح أنزل فصل باليوم ولو وصل الفصل 202 مئة مشاهدة رح انزل دفعة 5 فصول و لو وصل هاض الفصل مئة بنزل كمان 5

2024/02/04 · 59 مشاهدة · 1022 كلمة
thaer -san
نادي الروايات - 2024